رابـنـدرانـاث طـاغـور في بـغـداد

2%d8%b7%d8%a7%d8%ba%d9%88%d8%b1

الـدّكـتـور صـبـاح الـنّـاصـري

كـان شـاعـر الـهـنـد الـكـبـيـر رابـنـدرانـاث طـاغـور  রবীন্দ্রনাথ ঠাকুর   أوّل أديـب شـرقي حـصـل عـلى جـائـزة نـوبـل لـلآداب في 1913 تـقـديـراً لأعـمـالـه الـقـصـصـيـة والـشّـعـريـة  الّـتي كـتـبـهـا بـالـلـغـتـيـن الـبـنـغـالـيـة والإنـكـلـيـزيـة، واحـتـلـت مـكـانـتـهـا الّـتي تـسـتـحـقـهـا في الأدب الـعـالـمي.

وفي عـام 1932، دعـاه الـشّـاه الـفـارسي مـحـمـد رضـا لـزيـارة إيـران. وأراد مـلـك الـعـراق فـيـصـل الأوّل أن يـكـرم طـاغـور هـو الآخـر، فـبـعـث لـه بـدعـوة لـزيـارة الـعـراق.

وقـد تـوجـه عـدد مـن كـبـار الـمـوظـفـيـن والأدبـاء والـمـثـقّـفـيـن الـعـراقـيـيـن، وعـلى رأسـهـم الـشّـاعـر جـمـيـل صـدقي الـزّهـاوي إلى خـانـقـيـن لاسـتـقـبـال طـاغـور، الّـذي كـان قـد تـجـاوز الـسّـبـعـيـن مـن عـمـره، وعـادوا بـه بـالـقـطـار إلى بـغـداد في 19 أيّـار.

%d8%b7%d8%a7%d8%ba%d9%88%d8%b1

وكـان بـصـحـبـة أديـب الـهـنـد زوجـة ابـنـه، الـسّـيـدة بـراتـيـمـا ديـفي  Pratima Devi، والـشّـاعـر الـبـنـغـالي آمـيـا شـكـرافـارتي Amiya Chakravarti، وكـدرنـاث شـاتـيـرجي  Kedarnath Chatterjee.

وصـاحـبـت لـجـنـة الإسـتـقـبـال طـاغـور إلى بـغـداد بـالـقـطـار. وكـان في اسـتـقـبـالـه في الـمـحـطّـة عـدد مـن الـمـسـؤولـيـن ووجـهـاء الـمـديـنـة ومـثـقـفـيـهـا، مـن بـيـنـهـم  وزيـر الـدّفـاع جـعـفـر بـاشـا الـعـسـكـري والـسّـيّـد مـحـمّـد الـصّـدر والـعـلّامـة مـحـمّـد بـهـجـة الأثـري والـشّـاعـر مـعـروف الـرّصـافي والـصّـحـفي نـوري ثـابـت …

tagore-2

وقـد اخـتـيـر لإقـامـة طـاغـور في بـغـداد فـنـدق Tigris Palace في شـارع الـرّشـيـد والّـذي تـطـلّ خـلـفـيـتـه عـلى نـهـر دجـلـة.

وتـوجـه شـاعـر الـهـنـد الـكـبـيـر إلى الـقـصـر الـمـلـكي الّـذي اسـتـقـبـلـه فـيـه الـمـلـك فـيـصـل الأوّل وكـبـار رجـال الـدّولـة، وعـلى رأسـهـم رئـيـس الـوزراء نـوري الـسّـعـيـد.

%d8%b7%d8%a7%d8%ba%d9%88%d8%b1-%d9%81%d9%8a-%d8%a8%d8%ba%d8%af%d8%a7%d8%af

وقـد أعـجـب طـاغـور بـالـمـلـك فـيـصـل ووجـده مـتـواضـعـاً يـحـبّ الـبـسـاطـة في حـيـاتـه، كـمـا وجـده واسـع الـمـعـرفـة مـغـرمـاً بـالـشّـعـر.

وفي الـمـسـاء، أقـام الـمـلـك ولـيـمـة احـتـفـاءً بـه. وقـد ألـقى طـاغـور خـلالـهـا قـصـيـدة كـان قـد نـظـمـهـا بـالـبـنـغـالـيـة لـهـذه الـمـنـاسـبـة :

« Abasan Holo Rati

Nibaiya Phelo Kalima-Molin

Gharer Koner Bati

Nikhiler Alo Purba Akashe

Jwalilo Punyadine

Eksathe Jara Chalibe Tahara

Sakalere Nik Chine ».

وتـبـعـهـا بـتـرجـمـتـهـا الإنـكـلـيـزيـة :

« The night has ended

Put out the light of the lamp

of thine own narrow corner

smudged with smoke

The great morning which is for all

appears in the East

Let its light reveal us

to each other

who walk on

the same

path of pilgrimage ».

وقـد تـرجـمـت إلى الـعـربـيـة :

“مـضى الـلـيـل. أطـفئ نـور مـصـبـاحـك في زاويـتـك الـضّـيـقـة الـمـظـلـمـة، الّـتي سـخـمـهـا الـدّخـان، فـقـد انـبـثـق الـفـجـر في الـشّـرق … لـيـبـصـر كـلّ واحـد مـنّـا في ضـوئـه بـالآخـريـن  … بـكـلّ مـن يـسـيـرون عـلى نـفـس هـذا الـدّرب نـحـو الـمـكـان الـمـقـدّس ..

وعـنـدمـا تـغـدّى طـاغـور في الـغـد مـع الـمـلـك فـيـصـل الأوّل، تـكـلّـم لـه عـن رغـبـتـه في زيـارة الـبـدو، فـأعـدّ لـه الـمـلـك سـفـرة إلى مـضـارب عـشـيـرة أعـراب على بـعـد حـوالي 25 كـلـم. عـن بـغـداد.

tagore-15-277x191

واسـتـقـبـلـه شـيـخـهـا تـحـت خـيـمـة واسـعـة ودعـاه لـتـنـاول الـهـبـيـط (وهـو نـوع مـن الـثّـريـد يـغـطّى خـبـزه بـالـرّز ولـحـم الـخـرفـان) مـعـهـم.

tagore-5

وزار طـاغـور مـعـالـم بـغـداد وذهـب إلى الـمـتـحـف الـعـراقي الّـذي كـان يـديـره في ذلـك الـحـيـن عـالـم الآثـار الألـمـاني يـولـيـوس يـوردان Julius Jordan. وكـانـت دهـشـتـه كـبـيـرة لاكـتـشـاف كـلّ الـكـنـوز الّـتي يـحـتـوي عـلـيـهـا الـمـتـحـف.

وقـد دعي طـاغـور خـلال أيّـام إقـامـتـه في بـغـداد إلى عـدد مـن الـمـحـافـل الّـتي أقـامـهـا لـه أدبـاء الـعـراق وصـحـفـيـوه ومـثـقـفـوه.

فـقـد أقـيـمـت لـه مـسـاء الـثّـالـث والـعـشـريـن مـن أيّـار حـفـلـة في حـديـقـة أمـانـة الـعـاصـمـة حـضـرهـا رجـال الـدّولـة وعـلى رأسـهـم نـوري الـسّـعـيـد وعـدد مـن الـمـوظـفـيـن الأجـانـب. وفـيـهـا أنـشـد مـعـروف الـرّصـافي قـصـيـدتـه “الـحـقـيـقـة الـمـطـلـقـة”، ومـطـلـعـهـا :

مـا لـلـحـقـيـقـةِ مـن بـدايـة          كـلّا، ولـيـس لـهـا نـهـايـة

%d8%b7%d8%a7%d8%ba%d9%88%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%b5%d8%a7%d9%81%d9%8a

وقـرأ الـزّهـاوي قـصـيـدة مـطـلـعـهـا :

كـنـتَ طـاغـور مـاثـلاً في خـيـالي        حـيـثـمـا الـتـفـتَّ أجـدكَ حـيـالي

وقـد شـبّـه طـاغـور بـعـد ذلـك صـوت الـزّهـاوي بـأمـواج بـحـر ثـائـر تـتـلاطـم. كـمـا ألـقى مـحـمّـد بـهـجـة الأثـري قـصـيـدة هـو الآخـر، أشـار فـيـهـا إلى الـوضـع الـسّـيـاسي الـمـتـوتـر مـنـذ تـوقـيـع الـحـكـومـة الـعـراقـيـة لـمـعـاهـدة 1930 مـع بـريـطـانـيـا. وكـان مـطـلـع قـصـيـدتـه :

بـسـمـتَ لـبـغـداد و بـغـداد ثـاكـلـة         فـلـم تـرَ إلّا أن تـهـشّ مـجـامـلـة

واسـتـمـع الـحـاضـرون إلى طـاغـور يـقـرأ أشـعـاره بـالـبـنـغـالـيـة، ويـتـبـعـهـا بـتـرجـمـتـهـا  الإنـكـلـيـزيـة. ثـمّ تـتـرجـم لـه إلى الـعـربـيـة.

وفي مـسـاء الـيـوم الـتّـالي نـظّـم نـادي الـمـعـلـمـيـن حـفـلـة عـشـاء تـكـريـمـاً لـطـاغـور أقـيـمـت في إحـدى قـاعـات فـنـدق  Tigris Palace  الّـذي كـان يـقـيـم فـيـه شـاعـر الـهـنـد. وبـعـد أن تـتـالـت الـخـطـب والـقـصـائـد في تـكـريـم الـضّـيـف، شـكـر طـاغـور الـحـاضـريـن وفـصّـل لـهـم الـكـلام عـن مـفـهـومـه لـلـتّـعـلـيـم.

ودعـاه وزيـر الـمـعـارف عـبـد الـحـسـيـن الـجـلـبي إلى حـفـل عـشـاء ألـقى فـيـه طـاغـور مـحـاضـرة عـن الـتّـعـلـيـم الـحـرّ.

وقـد تـطـرّق طـاغـور في أحـد هـذه الـلـقـاءات إلى صـراع الـهـنـدوسـيـيـن والـمـسـلـمـيـن في الـهـنـد، ورجـا ضـيـوفـه أن يـطـرحـوا الـمـشـكـلـة مـن رؤيـة روحـانـيـة مـثـالـيـة لـيـسـاعـدوا بـلـده الـهـنـد عـلى أن لا يـنـجـرف نـحـو تـعـصـبـات طـائـفـيـة ضـيّـقـة، وأن يـتـجـاوزهـا لـلـوصـول إلى اتـحـاد كـلّ الـهـنـود واسـتـقـلالـهـم الـكـامـل.

ولاهـتـمـام طـاغـور بـالـتّـعـلـيـم، وبـطـرق الـتّـدريـس ومـنـاهـجـه، فـقـد زار دار الـمـعـلـمـات في بـغـداد. وبـعـد أن تـعـرّف عـلى مـا كـان يـدرّس في الـمـدارس، وخـاصـة لـلـبـنـات، وتـحـاور مـع الـحـاضـريـن، ألـقى، تـلـبـيـة لـطـلـبـاتـهـم، بـعـضـاً مـن شـعـره.

ويـقـال إنّ طـاغـور ذهـب مـع أدبـاء عـراقـيـيـن إلى مـقـهى الـزّهـاوي، وإنّـه شـرب فـيـه”الـحـامـض”.

وأقـيـم لـطـاغـور حـفـل وداع في قـصـر الـشّـابـنـدر الـمـطـلّ عـلى دجـلـة، في مـحـلّـة الـسّـفـيـنـة في الأعـظـمـيـة حـضـره عـدد مـن الأدبـاء والـشّـعـراء والـصـحـفـيـيـن، وألـقى فـيـه إبـراهـيـم حـلـمي الـعـمـر وأنـور شـاؤول كـلـمـتـيـن بـالـمـنـاسـبـة.

ولـرغـبـة طـاغـور بـالإسـتـمـاع إلى الـمـوسـيـقى الـعـراقـيـة  فـقـد غـنّـت لـه الـسّـت جـلـيـلـة، وغـنّى مـحـمـد الـقـبـانـجي.

ومـا زلـنـا نـقـرأ هـنـا وهـنـاك أنّ طـاغـور نـظـم شـعـراً في بـغـداد تـرجـمـه جـمـيـل صـدقي الـزّهـاوي إلى الـعـربـيـة بـعـنـوان “يـا بـلـبـل غـنّي لـجـيـرانـا”، ولـحّـنـه صـالـح داود الـكـويـتي، وغـنّـتـه زكـيـة جـورج بـعـد ذلـك.

وقـد رسـم طـاغـور لـوحـة ــ قـصـيـدة وخـطّ كـلـمـاتـهـا وكـتـب في أسـفـلـهـا : “24 أيّـار 1932″، تـحـتـوي عـلى الـشّـعـر الّـذي ألـقـاه في ولـيـمـة الـمـلـك. ويـبـدو أنّـه أهـدى واحـدة مـثـلـهـا لـلـمـلـك فـيـصـل الأوّل قـبـل أن يـغـادر الـعـراق.

وغـادر طـاغـور ومـصـاحـبـيـه مـطـار بـغـداد عـلى مـتـن طـائـرة هـولـنـديـة في الـثّـلاثـيـن مـن أيّـار (أو الأوّل مـن حـزيـران)، ووصـلـوا إلى كـلـكـتـا في 3 حـزيـران.

وقـد وصـف طـاغـور رحـلـتـه في كـتـاب نـشـره بـعـد عـودتـه إلى الـهـنـد بـعـنـوان :  رحـلـة إلى بـلاد فـارس وإلى الـعـراق

Journey to Persia and Iraq: 1932  (1)

tagore-3

طـاغـور والـمـوت الـهـاطـل مـن الـسّـمـاء :

إلـتـقى طـاغـور بـالـمـرشـد الـدّيـني الـمـسـيـحي في  The British Air Force في بـغـداد. وقـد أخـبـره رجـل الـدّيـن الـبـريـطـاني هـذا أنّ طـائـرات الـقـوّات الـجـوّيـة الـبـريـطـانـيـة كـانـت تـقـصـف كـلّ يـوم قـرى ثـار شـيـوخـهـا عـلى سـيـطـرة الـبـريـطـانـيـيـن عـلى الـحـكـم بـعـد إبـرام مـعـاهـدة 1930. وكـانـت بـريـطـانـيـا، بـعـد اكـتـشـاف الـنّـفـط في شـمـال الـعـراق عـام 1927، قـد اشـتـرطـت عـلى الـحـكـومـة الـعـراقـيـة تـوقـيـع الـمـعـاهـدة مـقـابـل أن تـسـانـد الـمـمـلـكـة الـعـراقـيـة لـلـدّخـول في عـصـبـة الأمـم.

فـكـتـب طـاغـور عـن ذلـك في كـتـابـه الّـذي نـشـره عـن رحـلـتـه بـعـد رجـوعـه إلى الـهـنـد :

“هـنـاك يُـقـتـل رجـال ونـسـاء وأطـفـال، يـلاقـون حـتـفـهـم بـقـرارات تـصـدرهـا سـلـطـات الإمـبـريـالـيـة الـبـريـطـانـيـة الـعـلـيـا، الّـتي يـسـهـل عـلـيـهـا أن تـرشّ الـمـوت عـلى مـن لا تـراهـم لـبـعـدهـم الـجـغـرافي عـنـهـا. ويـبـدو هـؤلاء الّـذيـن لا يـحـسـنـون فـنّ الـقـتـل الـحـديـث ضـعـفـاء لا قـيـمـة لـهـم في أعـيـن الّـذيـن يـمـجّـدون مـهـارتـهـم في الـقـتـل”.

The men, women and children, there done to death, meet their fate by decree of the upper region of British imperialism, – which finds it so easy thus to shower death because of its distance from its individual victims. So dim and insignificant do those unskilled in the modern arts of killing appear to those who glory in such skill! »

(رحـلـة إلى بـلاد فـارس والـعـراق، ص. Journey to Persia p.23)

وكـتـب :

“يـعـتـبـر الـمـسـيـح أنّ كـلّ أبـنـاء الـبـشـريـة هـم أبـنـاء الله، ولـكـن الـمـسـيـحي الـحـديـث تـرك الأب والأبـنـاء في الـظّـل، لا يـمـكـنـه أن يـتـعـرّف عـلـيـهـم مـن عـلـو طـائـراتـه الـقـاصـفـة، ولـهـذا فـهـو عـنـدمـا يـضـرب، يـضـرب قـلـب الـمـسـيـح في صـمـيـمـه”.

Christ acknowledged all mankind to be the children of his Father; but for the modern Christian both Father and children have receded into shadows, unrecognizable from the height of his bombarding planes; for which reason these blows are being dealt at the very heart of Christ himself.

( رحـلـة إلى بـلاد فـارس والـعـراق. ص. Journey to Persia p. 23-24)

وقـد أدرك طـاغـور، بـعـد أن سـافـر بـالـطّـائـرة ورأى مـعـالـم الأرض تـخـتـلـط ثـمّ تـتـلاشى نـاظـراً إلـيـهـا مـن عـلـوه الـشّـاهـق، كـيـف يـسـهـل عـلى طـيّـار حـربي أن يـقـصـف رجـالاً ونـسـاءً وأطـفـالاً لا يـعـرفـهـم و لا يـمـكـنـه أن يـراهـم، فـكـتـب :

tagore-6

“وكـلّـمـا ارتـفـعـت الـطّـائـرة وعـلـت في الـسّـمـاء، كـلّـمـا اخـتـصـرت حـوّاسـنـا واخـتـزلـتـهـا إلى واحـدة فـقـط : حـاسـة الـبـصـر. وحـتّى هـذه لـم تـعـد لـهـا قـدراتـهـا الـكـامـلـة. وكـلّ مـا يـجـعـلـنـا نـعـتـقـد أنّ الأرض لـهـا وجـود واقـعي واضـح ومـتـنـوّع يـمّـحي شـيـئـاً فـشـيـئـاً، وتـتـحـوّل صـورتـهـا الـثـلاثـيـة الأبـعـاد إلى مـجـرد خـطـوط ومـسـاحـات. وهـكـذا بـفـقـدانـهـا لـجـوهـرهـا يـنـحـلّ تـأثـيـرهـا عـلى عـقـولـنـا وقـلـوبـنـا ويـتـراخى. وقـد أدركـت في أعـمـاقي مـا يـمـكـن أن يـنـتـج عـن هـذا الإبـتـعـاد عـن الـعـالـم عـنـدمـا تـتـاح لـلـمـرء فـرصـة أن يـمـطـر الـهـلاك عـلى أنـاس يـجـهـلـهـم بـعـيـداً في أسـفـل [طـائـرتـه]. مـن الـقـاتـل ومـن الـمـقـتـول ؟ ومـن ذو الـقـربى ومـن الـغـريـب ؟

As it (sc. the aeroplane) rises higher and higher, it reduces the play of our senses to that of one alone – of sight – and even that is not left in its fullness. All the signs for which we believe the earth to be obviously and variously real, are gradually wiped out, resolving its three-dimensional picture into lines of one dimension only. Thus deprived of its substantiality, its hold on our mind and heart is loosened. And it is borne in on me how terrible such aloofness can become, once it is found expedient to rain destruction on the vagueness below. Who is the slayer, who the slain? Who is kin, who is stranger?

(رحـلـة إلى بـلاد فـارس والـعـراق. ص. Journey to Persia p. 23)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أصـدرت دار نـشـر Orient Black Swan  طـبـعـة جـديـدة لـه في 2003.

 

©حـقـوق الـنّـشـر مـحـفـوظـة لـلـدّكـتـور صـبـاح كـامـل الـنّـاصـري

يـرجى طـلـب الإذن مـن الـكـاتـب قـبـل إعـادة نـشـر هـذا الـمـقـال.

نُشرت بواسطة

alnasserys

صـبـاح الـنّـاصـري، دكـتـور في الآداب، مـقـيـم في مـنـطـقـة الـنّـورمـانـدي في فـرنـسـا

رأيان حول “رابـنـدرانـاث طـاغـور في بـغـداد”

اترك رداً على ذكاء إلغاء الرد